
مقدمة
تمثل العلاقات المصرية–الإفريقية أحد الركائز الجوهرية في السياسة الخارجية لمصر منذ عقود طويلة. فمصر بحكم موقعها الجغرافي على ضفاف النيل وامتدادها الطبيعي نحو القارة السمراء، كانت وما زالت بوابة رئيسية للتواصل بين إفريقيا والعالم.
هذه العلاقة لم تقتصر على البعد الجغرافي فحسب، بل ارتكزت على أبعاد سياسية، اقتصادية، وثقافية جعلت من مصر لاعبًا محوريًا في المشهد الإفريقي.
البعد السياسي والدبلوماسي
سياسيًا، تعتبر إفريقيا أولوية لمصر في استراتيجيتها الإقليمية. فالقاهرة تحرص على تعزيز التعاون مع دول القارة عبر:
المشاركة الفعّالة في قمم الاتحاد الإفريقي.
لعب دور الوسيط في حل النزاعات والصراعات الإفريقية (مثل أزمات السودان وجنوب السودان).
تعزيز التنسيق في قضايا الأمن الإقليمي، خصوصًا مكافحة الإرهاب والتهديدات العابرة للحدود.

البعد الاقتصادي والتجاري
اقتصاديًا، تنظر مصر إلى القارة الإفريقية كسوق واعدة وشريك استراتيجي. حيث تسعى إلى:
زيادة حجم التبادل التجاري مع دول إفريقيا عبر اتفاقية الكوميسا.
الاستثمار في البنية التحتية ومشروعات الطاقة (مثل الربط الكهربائي وخطوط النقل).
تشجيع القطاع الخاص المصري على التوسع في أسواق إفريقيا، خاصة في مجالات المقاولات، الصناعات الدوائية، والمنتجات الزراعية.
تشير البيانات إلى نمو حجم التبادل التجاري بين مصر والدول الإفريقية بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس رغبة متبادلة في تعميق التعاون الاقتصادي.
